يُعد تقويم الأسنان أحد أبرز الإنجازات الطبية في مجال طب الأسنان الحديث، حيث لم يعد يُنظر إليه كونه إجراءً تجميليًا فحسب، بل أصبح ضرورة علاجية في العديد من الحالات التي تؤثر على صحة الفم وجودة الحياة اليومية ،  فالفك غير المتناسق، أو تزاحم الأسنان، أو بروزها بشكل غير طبيعي، قد يسبب مشاكل في النطق والمضغ، وقد يؤثر سلبًا على الثقة بالنفس والابتسامة.

في هذا المقال، نسلّط الضوء على أنواع تقويم الأسنان المتوفرة حاليًا، ونوضّح الفروقات بينها من حيث الشكل، والفعالية، والتكلفة، لمساعدة المرضى في اختيار الخيار الأمثل لحالتهم بالتعاون مع الطبيب المختص.

ويوضح الدكتور محمود عصام، استشاري طب وتقويم الأسنان،  أهمية تقويم الأسنان ليس فقط من الناحية الجمالية، بل الصحية أيضاً، مؤكدًا أن "الابتسامة المثالية تبدأ من انسجام الفكين ووضعية الأسنان".

 تصحيح المفاهيم حول التقويم

يقول الدكتور محمود عصام ، "العديد من المرضى  يعتقدون أن تقويم الأسنان مجرد وسيلة لتحسين الشكل الخارجي، لكن الحقيقة أن له أبعادًا صحية عميقة ، الأسنان غير المنتظمة قد تؤدي إلى صعوبة في المضغ، مشاكل في النطق، وحتى إلتهابات اللثة المزمنة."

متى نبدأ بالتقويم؟

يؤكد الدكتور محمود عصام  أن أفضل وقت لبدء التقويم هو في مرحلة الطفولة المتوسطة، أي ما بين 9 إلى 14 عامًا، حيث تكون العظام أكثر ليونة، والاستجابة أسرع ، ولكن "هذا لا يعني أن البالغين لا يمكنهم إجراء التقويم ، على العكس، هناك تطورات مذهلة في مجال تقويم الأسنان للبالغين باستخدام أجهزة شفافة وغير مرئية."

 أنواع تقويم الأسنان 

ويتابع الدكتور محمود : "اليوم، أصبح بإمكان المريض أن يختار بين التقويم المعدني التقليدي، والتقويم الشفاف (مثل إنفزلاين)، وحتى الأنظمة التي تُركب خلف الأسنان. كل حالة تُدرس بعناية لاختيار الأنسب بحسب احتياجات المريض وتوقعاته ، مستعرضا أنواع تقويم الأسنان بالتفصيل . 

وفيما يلي شرح تفصيلي لأبرز أنواع تقويم الأسنان المستخدمة حاليًا، والتي تختلف حسب حالة المريض، والاحتياجات التجميلية، والقدرة المادية : 

1.  التقويم المعدني التقليدي

يُعد من أقدم وأشهر أنواع التقويم، ويتكوّن من دعامات معدنية تُثبت على الأسنان، متصلة بأسلاك يتم شدّها تدريجيًا لتصحيح موضع الأسنان.

المميزات:

فعّال جدًا في الحالات المعقدة.

الأقل تكلفة بين الأنواع الأخرى.

متين ولا يتعرض للكسر بسهولة.

العيوب:

واضح جدًا عند الابتسام.

قد يسبب احتكاكًا وتهيجًا داخل الفم في البداية.

2.  التقويم الشفاف (Invisalign أو الأجهزة الشفافة)

عبارة عن قوالب شفافة تُصنع خصيصًا لكل مريض، تُرتدى على الأسنان وتُبدّل كل فترة حسب الخطة العلاجية.

المميزات:

غير مرئي تقريبًا.

يُمكن إزالته عند الأكل وتنظيف الأسنان.

مريح ولا يسبب جروحًا.

العيوب:

مرتفع التكلفة.

يحتاج التزامًا عاليًا بارتدائه لساعات طويلة يوميًا.

لا يناسب جميع الحالات.

3.  التقويم الخزفي

يشبه التقويم المعدني، إلا أن الدعامات مصنوعة من مواد خزفية بلون الأسنان، مما يجعله أقل ظهورًا.

المميزات:

أكثر جمالية من التقويم المعدني.

فعّاليته عالية في تصحيح الاعوجاج.

العيوب:

أكثر عرضة للكسر.

قد تتلوّن الأربطة بسهولة إذا لم يُعتن بها جيدًا.

4.  التقويم الداخلي (اللساني)

يُركّب على الجهة الداخلية للأسنان (المواجهة للسان)، مما يجعله غير مرئي تمامًا من الخارج.

المميزات:

غير ظاهر عند الحديث أو الابتسام.

مناسب لمن يحرصون على الشكل الجمالي الخارجي.

العيوب:

قد يسبب انزعاجًا للسان وصعوبة في النطق مؤقتًا.

صعب التنظيف.

مرتفع التكلفة ويتطلب خبرة خاصة من الطبيب.

5. التقويم المتحرّك

جهاز يُمكن ارتداؤه وإزالته بسهولة، وغالبًا يُستخدم في الحالات البسيطة أو في مرحلة ما قبل التقويم الثابت.

المميزات:

مرن وسهل الاستخدام والتنظيف.

مناسب للأطفال والمراهقين.

العيوب:

غير فعّال في الحالات المعقدة.

يتطلب التزامًا كبيرًا بارتدائه لعدد ساعات كافية يوميًا.

أضرار إهمال تقويم الأسنان

وأكد الدكتور محمود عصام  أن "عدم علاج تزاحم الأسنان أو سوء الإطباق قد يؤدي إلى مشاكل دائمة ، أبرزها : 

– تآكل مبكر للأسنان

– مشاكل في المفصل الفكي

– التهابات لثوية مزمنة

– صداع مستمر في بعض الحالات

– وتأثير سلبي على الثقة بالنفس"

 وفي ختام حديثه، يوجه الدكتور محمود نصيحة مهمة للمرضى : "لا تهملوا صحة أسنانكم. التقويم ليس رفاهية، بل هو استثمار حقيقي في جودة الحياة "